عن إثراء

يرحب إثراء بك في مغامرة جديدة وتجارب جديدة تغذي إبداعك وإلهامك وشغفك بالتعلم.

استكشف عن إثراء

عضوية إثراء

أبحر أنت وعائلتك في رحلة إلى عوالم الفن والثقافة والابتكار والكثير من عوالم المعرفة، واكتشف المكتبة…

استكشف عضوية إثراء

 

الاقتصاد الإبداعي .. طريقنا للتنمية المستدامة

وصفه الخبراء بأنه "أحد روافد الاقتصاد العالمي،" و"أحد المحركات الأساسية لنمو الدول والمجتمعات،" و"القطاع الأكثر نموًا في الاقتصاد". ليس الحديث هنا عن اقتصاد المواد الخام والثروات الزراعية والبحرية، وغيرها من محركات الاقتصاد التي تتصدر الأخبار، إنما عن الاقتصاد الإبداعي. فما هو هذا القطاع الذي غير وجه العالم وقلب كل المفاهيم السابقة عن النمو الاقتصادي؟

يُعرف الاقتصاد الإبداعي بأنه الاقتصاد الذي يُبنى على توليد وتسويق الإبداع، من خلال تقديم السلع والخدمات في مجال الإعلان والنشر والفنون والثقافات التقليدية، إضافة إلى البرمجيات وألعاب الكومبيوتر وغيرها الكثير. لكن حدوده لا تنحصر في تلك المجالات، فهو قطاع يطمس الحدود السابقة بين الصناعات، ويمتد أثره إلى كل القطاعات الأخرى، لأنه يشكل مفترق طرق بين الفنون والثقافة والتجارة والتكنولوجيا.

كما أنه في نفس الوقت أقل القطاعات تأثرًا بالركود الاقتصادي، فهو قطاع متحوّل بشكل سريع جدًا، وقادر على التأقلم وتوفير الفرص والتطور في مختلف الظروف. ومثال ذلك أنه استمر في النمو بمعدل عالمي يبلغ 14% في عام 2008،  بينما كان انخفاض التجارة العالمية قد بلغ 12%. وبعد أزمة كورونا تم إعلان 2021 عامًا لـ"الاقتصاد الإبداعي"، ليكون وسيلة الاقتصاد العالمي للتعافي من تبعات الجائحة. كما يعتبر القطاع أداة للتنمية المستدامة، لأنه لا يعتمد بشكل رئيسي على استهلاك الموارد الطبيعية، ولهذا يساهم في تنويع الاقتصاد في عالم مهدد بيئيًا.

للاقتصاد الإبداعي كذلك دور اجتماعي كبير، لا يقتصر على خلق فرص العمل، ومدّ جسور التواصل مع أصحاب القدرات والمواهب. فهو يعد وسيلة من وسائل التغيير في المجتمع، لما له من أثر في التماسك والاستقرار الاجتماعي. كما أنه يعد أحد أشكال القوة الناعمة التي تساهم في تغيير الصورة الذهنية، ليس للشركات والعلامات التجارية فقط، بل لدول ومناطق كاملة. وأبرز مثال على هذا هو الأهمية التي اكتسبتها السياحة الإبداعية، وهي السياحة المبنية على التواصل الحي، والتعلم التشاركي في مجال الفنون والتراث أو الثقافة الخاصة بالمنطقة، ويمتد تأثيرها إلى كل القطاعات الأخرى من خلال جذب مختلف الجهات للعمل في هذه البيئة الحية والتشاركية.

تملك منطقتنا موروثًا هائلًا من الثقافة والفنون، التي يمكن استثمارها في صناعات إبداعية مجدية اقتصاديًا. فحسب البنك الدولي، تنمو الصناعات الثقافية في الشرق الأوسط بأكثر من 10 في المائة سنويًا. كما أن اقتران الاقتصاد الإبداعي بالاقتصاد الرقمي مؤخرًا زاد من فرص النمو، إذ تعمل الرقمنة الإبداعية على سد الفجوة بين الاقتصادات الإبداعية للبلدان النامية والأسواق العالمية. كما سيلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حاسمًا في تشكيل الاقتصاد الإبداعي مستقبلًا، ليرسخ هذا الارتباط بين الرقمنة والاقتصاد. لذا من المهم أن نبقى منفتحين على تطورات هذا القطاع سريع التحول، من أجل ننمو أكثر، اجتماعيًا واقتصاديًا وبيئيًا، ولنقود جميع أرجاء العالم نحو مستقبل أفضل.

المدونات المتعلقة

For better web experience, please use the website in portrait mode