بأُفق مستقبلية ورسائل تفاعلية انطلقت فعاليات عدة متنوّعة ضمن مبادرة "الشرقية تبدع 2023"بنسختها الرابعة و التي أقيمت برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، حيث مزجت بين الإبداع وطابع المسؤولية الاجتماعية، فالحراك الذي قاد إلى تفاعل العديد من شرائح المجتمع أسهم في خلق صورة متكاملة قادرة على الوصول إلى مفاهيم حديثة في التنمية المجتمعية، فمما يبدو جليًا ما تسعى إليه المؤسسات والشركات لتقديم محتوى إبداعي قادر على إدخال كتغيرات مجتمعية تجمع بين القطاعات، فهناك من ساهم في المحتوى الفنّي وآخرون سارعوا لتقديم محتوى بصري، فيما اعتبر العديد بأن فنون الرسم والتصوير والتصميم وسيلة؛ لمد جسور التواصل بين المبدعين.
من زوايا مجتمعية وأهداف إبداعية، قدّمت مطاعم ومؤسسات مزيج من الفنون والتصاميم كلًا بحسب اختصاصه، تخللها رحلات ميدانية، ورش عمل كورشة الموسيقى التي نفّذتها شركة يعقلون للتعليم، وورشة تنسيق الزهور التي بادرت بتقديمها مؤسسة بتلة، يصاحب ذلك ورش وأنشطة تفاعلية أخرى كورشة صناعة المجوهرات ورحلة شتلة الفخار، وورشة التحضير اليدوي وفعاليات أخرى بسبغة فنّية وصناعات مختلفة جميعها تقود إلى تفعيل مبادرة الشرقية تبدع بكافة أهدافها داخل إطار مجتمعي.
لم تتوانى مؤسسات وشركات سارعت بالتسجيل في المبادرة بتقديم فنون ومنتجات مغايرة للمنتجات التقليدية، عبر صناعة المحتوى وطرق التصميم المبتكرة فهناك مؤسسات ابتكرت صناعات حرفية بطابع حداثي عبر برامج مخصصة لتقديم تجارب مميزة تنتهي بتقديم منتج من الطين بعد المرور بمراحل تدريب عدة، ولم تتوقف الأنشطة والفعاليات عند حد الرسم والتصميم والحرف اليدوية، وإنما العديد من الأنشطة كانت تنبض بالحياة ليأتي تركيزها على الأقمشة الملوّنة والتصوير مستلهمة ذلك من شغف المشاركين كورشة عمل "اصنعي كوبك الخاص ولونيه"، "رحلة شتلة فخار"، "الصناعة بالكونكريت"، وغيرها من البرامج التفاعلية المميزة، علاوةً على تجارب أخرى كفعالية "ليلة إبداعية مع أطفال التوحد" والتي بادرت بتقديمها دار نورة الموسى للثقافة والفنون المبدعة، في حين شاركت مؤسسات أخرى بمساحات من ِشأنها تعزز من الدور التعليمي التربوي، كشركة التهذيب للخدمات التعليمية والتي سلّطت الضوء على علم الروبوتات، الحكواتي، الخوارزمي الصغير، مع إدراج الفن والموسيقى كبرامج فاعلة، فيما لاقت مسارات أخرى بمضامين مختلفة تفاعلًا من قبل المهتمين حيث المناظرات الثقافية، أساسيات التصوير الجوي، الاستدامة، مجتمع رواد الأعمال والمبتكرين، خط النسخ للمتقدمين، الذكاء الاصطناعي للجميع، استراتيجيات القراءة السريعة، وغيرها من المشاركات كالمعارض، والملتقيات كملتقى "سكنك حياتك" التي أقامته الهيئة السعودية للمهندسين، ولصناعة المحتوى نصيب من الإبداع لاسيما أن المحتوى الرقمي بات وسيلة التواصل بين المجتمع والأفراد، إذ تتعمق في مكونات تلك الصناعة والتعابير المؤثرة ما ينعكس على عملية التسويق بكافة رموزها ودلالتها المواكبة للتطور الرقمي.
في مبادرة "الشرقية تبُدع" بلغ عدد الفعاليات 1500 فعالية، داخل 12 محافظة في المنطقة الشرقية وبمشاركة أكثر من 300 شريك إبداعي، فمن هنا انبثقت حكايات يسردها المبدعون وسط تأملاتهم التي أظهرت قيمة العمل وعمقه بما يوحي بحراك مستدام بين الأفراد والمجتمع والثقافة والإبداع؛ لتجسيد رؤاهم التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من أسلوب حياتهم.
بقلم: رحمة ذياب