أبواب المركز مفتوحة حتى الساعة 12:30 ص
غزارة الحروف وتدفق الكلمات في ماراثون أقرا بـ"إثراء"
ماراثون أقرأ بـ "إثراء" أشعل روح المنافسة داخل الكينونة الإنسانية العميقة
لساعات متواصلة عبر ثلاث أيام متتالية شهد ماراثون أقرأ الذي أقامه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) تفاعلًا مجتمعيًا، لاسيما أن طابعه بات عربيًا حيث جمع بين المملكة العربية السعودية، مملكة المغرب وجمهورية مصر، فوسط حماس منقطع النظير قاد الماراثون المشاركون إلى عوالم القراءة وبين رحاب الكتب وردهات الصفحات وجدوا ضآلتهم وصولًا إلى مجتمع قارئ وجيل واعٍ ينثر الحروف والكلمات، على أن يجوب منوعات الكُتب التي تواجدت داخل مكتبة إثراء، مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية في الرباط.
"مرحبًا ياصغيرة"، "تاجر البندقية"، "قصة حصار لشبونة"، وغيرها من مئات الكتب المتواجدة على الأرفف ارتوت من عطاء القرّاء بعد أن نهلوا منها، إلى أن سلبت عقارب الساعة وقتهم وباتت القراءة ملهمةً لهم، ومما يبدو لافتًا إحدى العائلات المكونة من 6 أفراد وتواجدت في مكتبة إثراء، حيث أجرت العائلة سباقًا بين أبنائها وانتهت بفوز الإبنة الصغرى التي تبلغ من العمر 11 سنة، إذ وصف الأب بأن "المسابقة الصغيرة داخل أفراد عائلتي هي تطبيق حيّ لماراثون أقرأ، حيث شاركت وأبنائي ووالدتهم وتفاجئنا بفوز إبنتنا نوف التي قرأت وسط هدوء تام واستيعاب لما تقرأه فكلما وجهت لها سؤالًا أجد الجواب دون تردد، ما يكشف عمق العلاقة بين محتوى الكتب المصطفة ومعايير الماراثون المصمم بإحترافية تامة". وتشاطره الرأي عائلة أخرى عبّرت عن أهمية الفعاليات الهادفة التي تُعد نتاج معرفي لحصيلة قرائية تتسم بالغزارة لجيل واعد.
لم تتوقف السباقات على مستوى العائلات، فهناك من رفع شعار التحدي بين الأصدقاء، الذين اختاروا الماراثون كوسيلة لإشعال روح المنافسة بينهم والحصول على مكافأة في نهاية الفعالية، فيما اختار آخرون سباق للقراءة من نوع مختلف وذلك بحسب المدارس المشاركة، وعن ذلك سردت المعلمة نورة السلمي كيفية المشاركة في الفعالية، قائلة :"قبل بدء الماراثون بأيام بادرت فكرة لإحدى الطالبات بتنفيذ زيارة جماعية لمركز إثراء بصفة غير رسمية حيث قررن الذهاب في مساء يوم الجمعة وهو ثاني أيام المارثوان، وكان لديهن إصرار لحضوري ومتابعة لهفتهن للفعالية المثرية، باعتباري معلمة اللغة العربية"، فمن هنا انطلقت القصص والحكايات بين الطالبات بحسب وصف المعلمة، فكل واحدة قرأت ما يستهويها، بيد أن الرواية تصدرت على عرش قلوبهن ويليها الكتب التاريخية الذي لاقت استحسانًا أيضًا.
ماراثون أقرأ بنسخته الثالثة والذي استمر 3 أيام مطلع الشهر الحالي، استطاع المشاركون خلاله قراءة 326250 صفحة مقابل زراعة 2504 شجرة بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي لمكافحة التصحر في السعودية، ويأتي الماراثون سنويًا من منطلق دور مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في دعم المعرفة وتعزيز الجوانب الثقافية ورفع مستوى القراءة على الصعيدين المحلي والدولي، لاسيما أنه يسعى إلى تحفيز المجتمع على القراءة في المكتبات العامة إيمانًا بدوها في إثراء الحياة العلمية والثقافية والحضارية.
بقلم : رحمة ذياب