أبطال الوطن .. نماذج مشرقة لمعاني البطولة
للبطولة نماذجها المشرقة التي تنير عتمة الذاكرة فتخلد في التاريخ باقية للأبد، بجميل عطائها وعظيم عملها، تضحيات تنثر عبق البطولة عبر أرجاء الوطن، لتؤكد على حقيقة أنه في وقت الأزمات تُصاغ قصص الأبطال لتروى عبر الأجيال بكل فخر واعتزاز، نماذج مشرّفة من كافة القطاعات ضمنتها حملة "أبطالكم أبطال الوطن " على لسان أفراد المجتمع الذين عاصروا هذه الحقبة من الزمن" جائحة كوفيد- 19" والتي ستبقى في الذاكرة.
للبطولة أسماءٌ كثر، كان أحدها الممرضة هيا المطير، التي اختارتها أختها إيمان كبطلةٍ لها وللعائلة أجمع، والتي سيذكرها التاريخ بكلمة "مرضى كورونا من لهم؟"، وقد اختيرت هيا بسبب نقلها للعمل في قسم العزل لمرضى فيروس كورونا، حيث تعمل حالياً في الصف الأول مع مصابي الفيروس في مستشفى الأمير سعود بن جلوي في الأحساء، الأمر الذي دفعها لتجهيز قسم الضيوف في المنزل لعزل نفسها بعيدًا عن أفراد أسرتها، وحين حاولت أمها أن تعدلها عن رأيها لم يكن من هيا سوى أن تجيب "مرضى كورونا من لهم إذا نحن تخلينا عنهم من يساهم ويكون سببًا لهم للشفاء بعد الله؟" ليمضي شهرًا تقريبًا من هذا الحديث ويبقى التواصل بحسب كلام إيمان، عن طريق النوافذ ومنصات التواصل الاجتماعي، والتي عبرّت عن تفهمها لحس المسؤولية التي تمتلكه هيا وفخرها بخدمة الوطن.
فيما اقتسمت البطولة أخوات دعاء، عائشة وعبير هوساوي، وكلتاهما من أبطال الصحة، فعائشة تعمل بالعلاج التنفسي، والذي من ضمن مهامه حاليًا رعاية الحالات الحرجة التي يتم نقلها للعناية المشددة، مما يضطرها لأخذ احتياطاتها من الملابس لكي تعود للمنزل بلباسٍ مختلف عن الذي ذهبت به كإجراءٍ وقائي، كما منعت جميع من في المنزل من الاقتراب من غرفتها، فيما تعمل عبير أخصائية المختبرات الطبية بمنطقةٍ أخرى غير المنطقة الشرقية، حيث تتعامل مع عينات مسحات فيروس كورونا، مما يجعلها تعزل نفسها تمامًا عن الجميع، وتستخدم المعقم الكحولي لتعقيم كل ما يمكن تعقيمه ومايقع تحت يدها من أدوات.
وهولاء أبطال جسدوا أعلى معايير الصلابة وقوة العزيمة وحس المسؤولية، وهم جزءٌ بسيطٌ جدًا من أبطالٍ كثر في جميع المجالات همهم الأوحد أن يثبتوا بأن همتهم "همة حتى القمة" وكأن لسان حالهم يقول " أفديك يا وطني إذا حمّ الفداء بالمالِ بالجاهِ العريض وبالحياة".