أبواب المركز مغلقة حتى الساعة 09:00 ص
03 مستقبل المواصلات – الملخص
هل أصبح "امتلاك سيارة" شيئًا من الماضي؟ هل ستعتبر "المريخ" وجهة عطلتك في الصيف المقبل؟ هل ستستقل سيارة أجرة أو تقوم بطلب سيارة "أوبر" ذاتية القيادة؟
نبذة:
في الحلقة الثالثة: نستكشف مستقبل خيارات النقل والتنقل عبر الأرض والجو والفضاء. نسلط الضوء على بعض المشاريع الطموحة في هذه الصناعة ، ونشارك لمحة عن مدى اختلاف طموح التنقل عما نعرفه اليوم. إلى جانب التكنولوجيا ، ننظر أيضًا في كيف أن التصميم الحضري والبنية التحتية عامل رئيسي في مستقبل النقل.
مقدم الحلقة:
زياد الغامدي - عضو مجلس القادة الشباب الاستشاري
ملاحظة: تم تسجيل هذه الحلقة في شهر أغسطس 2021
مستقبل وسائل النقل ١- العالم في تغيّر مستمر، ونحن دومًا في حركة مستمرة، متنقلين من مكان لآخر، من المنزل لموقع العمل، وفي الأوضاع الطبيعيّة نتنقل من دولة لأخرى، بل حتى تسنّى للبعض الوصول للقمر والفضاء الخارجي. ٢- منذ وُجد الإنسان في الأرض، والحاجة للتنقل، ووسائل المواصلات، والاكتشاف، كانت أمرًا حتميًّا. حتى اليوم، ونحن في القرن الحادي والعشرين، استمرت وسائل التنقل وطرقها في التطوّر وأُعطيَت اهتمامًا بالغًا، ويتجلّى ذلك في استخدام العباقرة والأموال الطائلة لتطوير وإحراز التقدم في تكنولوجيا وسائل النقل؛ وذلك لجعل الحياة أفضل للأجيال القادمة. ٣-في هذه الحلقة سوف نناقش مستقبل وسائل المواصلات: البريّة، الجويّة، وأيضًا الفضائيّة. وقبل ذلك سوف نأخذكم في رحلة عبر الماضي. في عام ١٩٠٠ كانت توجد فقط ٤ آلاف سيارةٍ في العالم، بينما في عام ٢٠١٨ وحده تم إنتاج ٩٧ مليون سيارة كما ذكر موقع ((Statista)) ٤-التقنيات أصبحت تتغير بشكل سريع، وأصبحنا نشهد قفزات تقنية متعددة في فترات قصيرة. في عام ١٩٠٠ كانت تعتبر السيارات قفزة هائلة، ولكن يا ترى ماذا ستكون الطفرات التقنية في وقتنا الحاضر؟ ما هي التقنيات التي ستغير تنقلاتنا وتحركاتنا من مكان إلى آخر في المستقبل؟. ٥- وسائل المواصلات اليوميّة الجديدة وطرق السفر، حتمًا سوف تبرز وتنتج بطرق مستقلة، سريعة، فعالة، وأكثر أمانًا. ومثالنا لهذا اليوم هي الكبسولات فائقة السرعة (Hyperloop) التي تستهدف النقل فائق السرعة للمسافات الطويلة بين: المدن، الدول، أو حتى القارات. وهذه التقنية سوف تستخدم هذه الكبسولات عبر أنابيب مفرغة من الضغط، لنقل الركاب لمسافات بعيدة. في الواقع، إن هذه الكبسولات الفائقة السرعة هي من ضمن المشاريع الكبرى المتوقع استخدامها في المملكة، ويتم إجراء الاختبارات لهذه التقنية الجديدة بالتعاون مع شركة (Virgin Hyperloop One). هذه الشركة صرّحت بأنها ستقلل بشكلٍ جذري الفترة الزمنية اللازمة للتنقل بين المدن من عدة ساعات لعدة دقائق! بالنسبة للمملكة، التطلّعات هي تقليل المدة الزمنية للتنقل الداخلي إلى دقائق! كمثال على ذلك، سيصبح الوقت اللازم للتنقّل من الرياض إلى جدة ٤٦ دقيقة، ومن الرياض إلى الدمام ٢٨ دقيقة، ومن نيوم إلى جدة ٤٠ دقيقة. بالطبع، لا بد من وضع سلامة الركاب أثناء استخدام هذه التقنية بعين الاعتبار بسبب السرعة العالية، وفي هذا السياق صرحت شركة Virgin بأنها ستحصل على شهادة سلامة الاستخدام للكبسولات فائقة السرعة بحلول عام ٢٠٢٥، كما أن الشركة تنوي أن تكون هذه التكنولوجيا جاهزة متاحة للاستخدام بحلول عام ٢٠٣٠. وجود تقنية عالية مثل هذه سوف يُحدث تغييرًا هائلًا، فالبشر قد يستخدمون هذه الكبسولات للسفر اليومي لأعمالهم، أو حتى للعيش في مكان آخر. يتحدث البعض أن انتشار تقنية الكبسولات فائقة السرعة سيسبب أكبر طفرة على المستوى الجيو اقتصادي. فعلى سبيل المثال: سوف تؤثر هذه التكنولوجيا على: سوق العقارات، وأسعار المنازل، والوظائف، والخدمات اللوجستية، وتوصيل البضائع، أو حتى الخدمات. وينتج من ذلك ظهور مناطق ذات اقتصاد عالٍ ومناطق سكنية وراء المدن. ومن إيجابيّات هذه الكبسولات السريعة القدرة على توصيل البضائع والمواد الطبية والغذائية الضرورية في وقت قصير. ٦- وتعتبر (المركبة المستقلة) أو ما يعرف ب(المركبة بدون سائق) إحدى الأمثلة على التقدم الحاصل في مجال الحركة والتنقل. بحيث تعتمد هذه التكنولوجيا بشكل رئيسي على تفويض السائق للمركبة باتخاذ القرارات أثناء القيادة. هذه التقنية استُحدِثت لتقليل الحوادث الناتجة عن الأخطاء البشريّة، وقد ابتدأت عن طريق تعريف الأتمتة الأساسيّة للسيارة لهدف مساعدة السائق، بالاعتماد على خاصية واحدة أو نظام واحد. وبعد الأتمتة الأساسية تأتي الأتمتة الجزئيّة، والتي تكون الأتمتة فيها لعدة خصائص، ولكنها أيضاً تحتاج للتدخل والتوجيه البشري. وأخيراً تأتي الأتمتة الظرفيّة والعالية المستوى، والتي تزيد من استقلاليّة عمل المركبة، ولكن عادةً ما ترتبط بظروف معيّنة تتعلق بالطقس والازدحام وطبيعة الشارع، وهذه الأتمتة تتطلب مستوى متدنّيًا من التدخل والانتباه البشري. في الوقت الحالي، الطموحات تتجه لإعطاء المركبة كامل الاستقلاليّة بحيث تعمَل وتتّخذ القرارت تحت جميع الظروف بدون أي تدخل من قِبل الإنسان. ٧ المركبات المستقلة تعمل باستخدام الذكاء الاصطناعيّ والتعلم الآلي، لتمكين المركبة على القيادة بنفسها، والاستجابة للمؤثرات الخارجية في الشوارع. الاستقلاليّة تأتي نتيجة لاستخدام: أجهزة الاستشعار، والمحركات، والخوارزميات، والتعلّم الآلي، جميع هذه الخصائص تجعل المركبة قادرة على ملاحظة البيئة المحيطة بها، كما تجعلها تتخذ القرارات أثناء السير وبدون تدخل الإنسان حتى الوصول للوجهة الأخيرة. ٨- المسائل الأخلاقيّة والتشريعيّة تشكل عائقًا كبيرًا حول تبنّي هذه التقنية. تتخذ المركبة قراراً اعتماداً على الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي المبني على الخوارزميات، ومع استخدام بيانات معرّفة مسبقاً لتدريب المركبة على اتخاذ القرار المناسب. عندما تتسبب المركبة المستقلة بحادث مميت، فمن سيكون المسؤول عن ذلك: الشركة المصنعة؟ مطور البرمجيات؟ كاتب الخوارزميات؟ أم مالك المركبة؟ والمعضلة الأخرى هي أخلاقيات اتخاذ القرار. تخيّل/ي أن المركبة المستقلة كانت في موقف يسمح لها الاختيار بين عدة أمور؛ أوّلا: الاصطدام بشيء وهذا الشيء قد يتسبب بموت راكب المركبة المستقلة، ثانياً: هو الاصطدام بأحد المشاة، ثالثاً: الاصطدام بمركبة أخرى مليئة بالركاب. فهل على المركبة المستقلة إعطاء الأولوية لحياة مالكها على الآخرين؟ هل يجب عليها الاصطدام بأحد المشاة بدلًا عن المركبة الأخرى لتقليل عدد الوفيات؟ ما هو القرار الصائب ومن الذي يقرر ذلك؟ هذه المشكلة مثيرة للاهتمام وتُعرف ب(مشكلة مولي)، هذه المسألة تُبحث من قبل جهات متنوعة لتمكين تطوير هذه التكنولجيا بطريقة تضمن سلامة الناس وكذلك تضمن السلامة الأخلاقية عندما يتم تبنّي هذه التقنية. ويضاف إلى ما سبق أن الأطر التنظيمية ومعايير السلامة الحالية لا تتطرق لجميع الجوانب المتعلقة بالمركبات المستقلة بشكل كامل، والتي لا بد من تأسيسها أولاً. ٩-في حال أصبحت هذه التقنية خيارًا متاحًا في المستقبل، ستعود بالعديد من الفوائد، مثل: تقليل حوادث السير؛ وبالتالي، تقليل الوفيات، التلوث المنبعث من ازدحام السير، والأهم تحسين جودة الحياة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتمكينهم من الحصول على خيار خصوصية التنقل والاعتماد على الذات. ١٠-التنقل من الأرض إلى السماء. ألسنا جميعًا مرهقين من الرحلات الجوية الطويلة التي تدوم لمدة تصل إلى نصف يوم، أو حتى يومًا كاملاً، للانتقال من الشرق إلى الغرب أو العكس؟ أحد التقدمات الدعائية في عالم الطيران هي فكرة "طائرات تفوق سرعة الصوت". والذي يبالغ به كأكبر حدث سيحصل تاليًا في عالم الطيران التجاري. إنها فعلاً طائرة تستطيع الطيران خمسة أضعاف سرعة الصوت أو ما يعادل ٣٧٠٠ ميل في الساعة. مما يعني أنك تستطيع تقليص ساعات السفر من نيويورك إلى لندن من ٨ ساعات إلى ساعتين فقط! هذا يعني أيضًا أننا نستطيع الطيران ما وراء البحار والعودة في اليوم ذاته. العديد من الشركات مثل Boeing تقوم بالعمل حاليًا على هذه التقنية والتحديات المتعلقة بها. على سبيل المثال، زيادة السرعة لها تأثيرها على منطق الضوضاء المنبعثة من الطائرة. كيف لهم القيام بتخفيف دَويْ حواجز الصوت؟ أحد الأفكار التي يتم استكشافها هي تغيير ارتفاع الإبحار من ٣٠-٤٠ ألف قدم إلى ٩٠-٩٥ ألفًا. ولكن كيف قد يكون تأثير السفر على هذا المستوى على الركاب أو عدم تأثيره؟ بالإضافة إلى أن لكل شيءٍ قيمة. هل المسافرون على استعداد لدفع مبالغ أكبر لطائرة تفوق سرعة الصوت مقارنةً بالطائرات التقليدية؟ أعتقد بأن مستقبل الطائرات التي تفوق سرعة الصوت سيرى النور في المستقبل القريب، بما أن العديد من التجارب الحالية التي تنفذ من قبل شركتي Boeing و Aerion في تقدم، ويقومون بالتخطيط لجعلها تحلق في ٢٠٢٥. ١١-في الوقت الحالي، دعونا نلقي نظرةً على مستقبل الفضاء، إذ تمر على مسامعنا الكثير من بعثات اسكتشافات الفضاء والتي تقام من قبل Nations ، NASA والعديد من المنشآت. لكن، ماذا عن السياحة في الفضاء؟ والتي تتمحور حول فكرة القيام برحلات تجارية للفضاء لأصحاب العقول الفضولية والمغامرين للذهاب في "جولة في مدار الفضاء" أو "جولة حول القمر" أو "اكتشاف المريخ". في الواقع، السياحة في الفضاء لم تعد فكرة من أفكار الخيال العلمي بل أصبحت حقيقة. رأينا هذا الحدث قد تحقق بعد تنافس محتدم بين شركات : Space-X و Blue Origin و Virgin Galactic في إطلاق أول الرحلات السياحية للفضاء عن طريق مركبات صنعت من قبلهم, حيث شهد العالم فوز رجل الأعمال Richard Branson بالسباق برحلة استمرت لمدة ساعة غادر فيها للفضاء الخارجي ومن ثم تبعه في هذا التحدي رجل الأعمال Jeff Bezos. هذا التنافس من شأنه أن يغير اقتصاد رحلات الفضاء عن طريق زيادة المنافسة لخفض التكلفة، وبالتالي إتاحة وصول شريحة أكبر من المجتمع لسياحة الفضاء. ١٢- بعد الحديث عن التكنولوجيا الجديدة، ننتقل للحديث عن التغير في مفهوم التنقّل على المستوى الشخصي. في القرن الماضي، امتلاك مركبة كان أمرًا لا بد منه للتنقل من مكان لآخر. لكن بعد ذلك ظهرت وسائل النقل العامة، ظهرت واعتمد عليها الناس ودفعوا ثمن هذه الخدمة. في السنوات القليلة الماضية ظهرت خدمة طلب الركوب المقدمة من بعض الشركات كUber و Lyft والتي توفر النقل الخاص بدلًا عن العام. وظهرت أيضا تطبيقات أخرى كCar2Go و ZipCar واللتان تروجان لمفهوم (مشاركة المركبة) لتقليل الحاجة لاقتناء سيارة شخصيّة وكذلك تقليل ازدحام الطرقات و ................. التي تواجهها المدن الكبيرة. تعتمد الشركات التي توفر خدمة (مشاركة المركبة) الكثير من السيارات المتوزعة في مواقع محددة، وتقوم بتوفير السيارة المُرادة عندما يطلبها الزبون عن طريق التطبيق. وهذه تعتبر طريقة سلسة وحديثة للطريقة التقليدية لاستئجار المركبات، الطريقة الحديثة تعتمد على الدخول للتطبيق وحجز أقرب سيارة موجودة، وثم استلام المفتاح والانطلاق عند توفير المبلغ المطلوب. وظهرت مؤخراً أيضًا تقنية مشاركة الرحلة، والتي تتضمن أن يتشارك عدد محدود من الركاب سيارةً واحدة لتخفيض تكلفة التوصيل على الشخص الواحد. بعد ملاحظة التطور الحاصل في وسائل التنقل في وقتنا الحالي يأتي هذا السؤال: هل سنحتاج أن نملك سيارتنا الخاصة أم أن هذا الأمر سيصبح من الماضي؟ خدمات التنقّل الحديثة تشهد إقبالاً كبيراً، كما أنها تتيح فرصة التخطيط، الحجز والدفع لأي طريقة نقل سواءً كان وسيلة النقل عامة أو خاصة أو مشتركة باستخدام المنصات المشتركة المتوفرة حسب الطلب. تستطيع اختيار وجهتك الأخيرة وتخطيط كامل الرحلة مع جميع طرق النقل التي ستستخدمها للوصول لوجهتك الأخيرة؛ فليس هنالك حاجة لأن تملك وسيلة نقلك الخاصة. خدمات التنقل الحديثة تعتمد ثلاثة مبادئ رئيسية: - تقديم خدمة تستهدف حاجة الزبون، وفي هذه الحالة الزبون عبارة عن مقيم في حاجة للتنقل. -تقديم خيارات تنقلية تمتاز بتنوع الخيارات بدلًا عن اعتماد وسيلة نقلٍ واحدة، وذلك لضمان القدرة على تحمّل تكاليف النقل. -تقديم خدمة إلكترونية مريحة وسهلة للزبون توفر له/لها خدمة التنقل المناسبة، المعلومات اللازمة، طريقة الدفع، وتوفير التذاكر الإلكترونية. إذا كنتَ مستخدما لتطبيق (Uber) من قبل، فلا بد أنك قد لاحظت الخدمات المتنوعة التي يقدمها في مختلف الدول والمدن؛ وهذا لأن خدمات التنقل الحديثة تحتوي على تفاصيل المناطق المدنية والبنى التحتية وخدمات وسائل النقل العامة المتوفرة في المدينة. فمثلا إذا استخدمت (Uber) في مصر فستلاحظ/ستلاحظين وجود أنماط مثيرة للاستغراب، مثل دراجة الرجل (السكوتر) والدراجة ذات الثلاث عجلات (التوك توك) وكذلك خدمة حافلة Uber. بينما عندما تسخدم ذات التطبيق في فنلندا ستلاحظ/ين وجود خيار السيارات الكهربائية. وبالمناسبة؛ واحدة من ضمن مبادرات فنلندا لتصبح دولة ذكية هي أن تنشئ نظاما تنقلياًّ ذا كفاءة عالية، يكون جاهزاً للاستخدام في عام ٢٠٢٥ بحيث لا يحتاج المقيمون لامتلاك سيارتهم الخاصة لتناقلاتهم. وهذه تعد فكرة جديدة في مجال التنقلات عبر المدن بالاعتماد على الترابط القوي بين المناطق. ١٣-لنتخيل كيف سيبدو مستقبل وسائل النقل مع التقدم على مستوى الذكاء الاصطناعي والبيانات والتي - كما يدعي البعض - ستساهم في توفير شوارع لا تحدث فيها الإصابات القاتلة أو الخطيرة، بل قد لا تكون هنالك حوادث مرورية بتاتاً. ولكن قبل أن نروّج لهذه الخدمات الرائعة لوسائل النقل، علينا ألا نغفل عن نقطة مهمةٍ جدًّا؛ ألا وهي مدى جاهزية البنية التحتية. ١٤- هل سبق وأن سمعتم مفهوم (مدن المشي)؟ في الوقت الحاضر، الكثير من الدول أدركت أهمية إعادة هندسة تصميم البنية التحتية لها، وإضفاء ثقافة المشي واستخدام وسائل التنقل الصحية كالدراجة الهوائية. ولكي تُسمى المدن (مدن المشي) لا بد أن يتم بناؤها وتصميمها بحيث يكون المحور الرئيسي هو الإنسان، وليست المركبات والسيارات. فبذلك تساهم المدن في تعزيز سلامة المواطنين، وتقليل انبعاثات المركبات، وبناء مجتمعٍ واقتصاد أقوى. بجانب مدن المشي، ظهر مفهوم مدينة (١٥ أو ٢٠ دقيقة)، والذي يُقصد به تصميم المدينة وكذلك خدمات النقل العامة، بطريقة تسمح للمواطنين باقتناء حاجياتهم اليومية والضرورية خلال ١٥ أو ٢٠ دقيقة. سواء كان بالسير، أم بالدراجة الهوائية، ام باستخدام وسائل النقل العام. ومن المدن التي قامت بتطبيق هذا المفهوم: ملبورن وباريس. أضف إلى ذلك أن العديد من الدول بدأت بالعمل بتصميم أحياء وقرى ال٢٠ دقيقة قبل التوسع في المفهوم وتطبيقه على المدُن. إذاً ماذا يعني لمستقبل وسائل المواصلات؟ هل سيتسبب هذا التطور في التخلّي عن امتلاك السيارة الخاصة؟ هل سيتسبب في جعل وسائل النقل العامة الخيار مفضّل؟. ١٥- لتتحقق الخطط الطموحة بإنشاء مدن المشي أو مدن ال٢٠ دقيقة، فلا بد من تغيير الحيّز الحضري والشوارع بشكل جذري، لاستيعاب و تطبيق هذه الأفكار الجديدة. في وقتنا الحالي، معظم المدن مجهزة لخدمة الطرق الحديثة للمواصلات -وخصوصا السيارات- بدون وضع وجود الإنسان بعين الاعتبار في التخطيط الحضاري. وهذا الشيء يجب أن يتغيّر، و كما يحدث مع معظم التغيّرات الجذرية، فستواجه فكرة التغيير بعض التحديات التي ستحتاج وجود مختلف المفكرين، ومن هذه التحديات: دمج أساليب النقل العام مع خدمات التنقل الحديثة ، وأيضا توفير مساحة أكبر للمشي وقيادة الدراجات بدلًا من المساحة المٌعطاة لاستخدام السيارات. جميع هذه الطرق الجديدة للنقل والأفكار اللتي تحدثنا عنها قد تغير كامل النظام البيئي وواجهات المدن في المستقبل. ١٦- طرق التنقل تعدّ متغيّرًا ثابتًا، وهذه الحلقة تستهدف توعية المجتمع بهذه التغيرات أولًا بأول، كما تستهدف تحفيز المجتمع للإتيان بأفكار تسهم في تخطي هذه التحديات التي تواجه طرق النقل الحديثة
جميع الحلقات اضغط هنا
هل تود البقاء على اطلاع دائم بالمواسم القادمة من البودكاست؟ اشترك في قائمتنا البريدية