أبواب المركز مغلقة حتى الساعة 04:00 م
04 مستقبل المواصلات – المقابلة
هل أصبح "امتلاك سيارة" شيئًا من الماضي؟ هل ستعتبر "المريخ" وجهة عطلتك في الصيف المقبل؟ هل ستستقل سيارة أجرة أو تقوم بطلب سيارة "أوبر" ذاتية القيادة؟
نبذة:
نستضيف في الحلقة الرابعة ضيفنا الدكتور عمار العنزي، مدير المركز الوطني لتكنولوجيا النقل والخدمات اللوجستية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا، لنتبادل وجهات النظر حول مستقبل التنقل، و لنلقي الضوء على تقنيات التنقل قيد التطوير، مثل هايبرلوب و المركبات ذاتية القيادة وفصيلة المركبات.
مقدم الحلقة:
عبدالله كردي - عضو مجلس القادة الشباب الاستشاري.
ضيف الحلقة:
د. عمار العنزي – مدير المركز الوطني لتكنولوجيا النقل والخدمات اللوجستية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا.
ملاحظة: تم تسجيل هذه الحلقة في شهر أكتوبر2021.
Kurdi: [00:00:05] مرحبا فيك دكتور عمار العنزي من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية القسم الخاص في تقنية المواصلات والخدمات اللوجستية. حياك الله دكتور عمار، وطبعاً موضوعنا في هذه الحلقة مستقبل وسائل النقل فودنا نعرف ونسمع منك عن مستقبل قطاع المواصلات والهدف من جعله أحد المحاور الرئيسية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. Dr. Ammar: [00:00:36] طبعاً مستقبل قطاع المواصلات عالمياً، [00:00:42] مقبل على نقلات [00:00:43] نوعية في تقنيات كثيرة تغير شكل المجال بشكل عام، بدأت تظهر وموجودة وفيها استثمارات وفيها أبحاث وبدأ يصير لها أثر واضح عالمياً. وطبعاً المملكة العربية السعودية هي جزء من هذه النقلة المنتظرة، وتخطو خطوات واضحة وكبيرة بعضها بدأنا نشوف نتايجها. بتكلم بشكل عام عن بعض أهم المستجدات (trends) المتوقعة في مجال النقل والمواصلات، بحاول أربط فيها رؤية المملكة عشرين ثلاثين، وكيف الخطوات التي نحن ماخذينها كذلك لمواكبة هذا التطور. أولاً، نقدر نتكلم عن (High-speed [00:01:32] توبول [00:01:33] ) أو وسائل المواصلات عالية السرعة، هنا طبعاً نتكلم عن شيء زي القطارات فائقة السرعة (Bullet trains)، وهذه أصبحت قديمة الآن (Old news already). نتكلم عن القطار المغناطيسي (Maglev)، نتكلم عن كبسولات النقل فائقة السرعة (Hyperloop)، هذه كلها تقنيات موجودة أو بعضها يعني فيها تجارب إثبات المفهوم (Proof of concept) أو يعني بدأت تصير لها اختبارات على أرض الواقع، وبعضها حتى موجودة. قطار الطفو المغناطيسي (Maglev) مثلاً موجود في الصين وموجود في اليابان. كبسولات النقل فائقة السرعة(Hyperloop) في تجارب واختبارات اتفاقيات، هذه [00:02:17] أغلب [00:02:18] أوشكت أن تصير واقع نحن نعيشه الآن. السعودية كيف مرتبطة بهذه الأشياء وكيف تواكب هذه التطورات؟ كلنا طبعاً سمعنا عن القطار فائق السرعة (Hyperloop) في رؤية 2030 (Vision 2030)، وشفنا صورة من زيارة سمو سيدي ولي العهد لشركة فيرجن هايبرلوب 1، الاتفاقية التي أبرمت معهم لإنشاء أطول مسار فائق السرعة (Hyperloop) تجريبي في العالم. ثانياً، عندنا السيارات الكهربائية أو وسائل النقل الأنظف للبيئة بغض النظر عن مصادر الطاقة، لكن بشكل عام نتكلم عن وسائل مواصلات صديقة للبيئة ما فيها انبعاثات مثل السيارات الموجودة حالياً. طبعاً كلنا نشوف [00:03:02] تيسلا (Tesla) [00:03:03] صارت واقع، موجودة في عديد من الدول. بتدخل السوق السعودي قريباً، طوابير الانتظار على سيارات تيسلا (Tesla)، قوائم انتظار، فلو الحين حبيت أنك تطلب سيارة تيسلا (Tesla) يمكن ما تقدر تأخذها إلا بعد سنتين. Dr. Ammar: [00:03:27] هذا توجه عالمي جديد قد يصبح واقع، لكن أنا بتصوري الشخصي لن يكون هناك سيارات كهربائية تغطي العالم كله، بس إنه راح يصير جزء كبير من سوق المواصلات كهربائي أو يستخدم طاقة نظيفة. المملكة العربية السعودية طبعاً كذلك في رؤية 2030 مواكبة لهذه التطورات. كلنا نعرف عن صندوق الاستثمارات العامة واستثماره في شركة لوسيد موتورز، وطبعاً استراتيجيات الهيئة العامة للنقل، ووزارة النقل و الخدمات اللوجستية، وكل الجهات التي لها علاقة في النقل. دائماً السيارات الكهربائية أو السيارات الصديقة للبيئة هي جزء أساسي من [00:04:22] المحامين. الشيء [00:04:25] الثالث من التوجهات العالمية في وسائل المواصلات، طبعاً ما نقدر أن نتجاوز المركبات ذاتية القيادة. هذا هو الأكثر شيء اللي الناس تتكلم عنه وأكثر شيء الناس تشوفه، وشفناها في الأفلام. وشفناها في أفلام الخيال العلمي (Sci-Fi) [00:04:41] كله كلنا يعني [00:04:41] هذا هو تصورنا لمستقبل وسائل النقل. طبعاً المركبات ذاتية القيادة إذا صارت واقع هنا يترتب عليه وجود تغييرات جذرية في قطاع النقل كثيرة، مو بس فيه سيارة تمشي لحالها وأركب فيها. فيه خدمات كثيرة ستتغير بناءً على وجود سيارات ذاتية القيادة. أحد هذه التغييرات مثلاً بدأت تظهر حالياً ملامح ظهور (Mobility-as-a-service) الذي هو النقل كخدمة بحسب الطلب(On-demand)الفكرة هنا أن [00:05:29] خدمات النقل تصير ما هي [00:05:32] ما يحتاج أن يكون عندي وسائل المواصلات موجودة. أقدر أنا أطلبها كخدمة بحكم أنها صارت في ذاتية القيادة وفي في توفر وإمكانية إني استخدمها. Kurdi: [00:05:48] الفرد ما يحتاج يمتلك وسائل المواصلات، ولكن راح تكون متوفرة كخدمات في السوق أو في الشارع يستفيد منها كل فرد. Dr. Ammar: [00:06:01] بالضبط، يعني ممكن تقول بعطيك تشبيه، هي مثبالحوسبة السحابية (Cloud computing) ألحين مثلا أنا لا أحتاج أن أشتري جهاز خادم (Server)، أقدر استأجر مساحة على الجهاز الخادم وأحط البيانات حقتي وأعالجها (Processing) و أشتغل عليه. بكرا بيصير ما يحتاج أن أشتري سيارة، أقدر أستأجر مساحة في سيارة ذاتية القيادة أو مدة زمنية في سيارة ذاتية القيادة بحسب حاجتي فيها. هذه من التغيرات الجذرية التي تترتب على وجود مركبات ذاتية القيادة كواقع. كذلك هذا بيغير طريقة تفكيرنا في بناء وتصميم المدن. تصميم المشهد الحضري وتصميم المدينة بشكل عام. إذا أنا عندي سيارات صارت ذاتية القيادة وما عاد أحتاجها أنا بشكل كامل زي ما أحتاجها ألحين. هل المدن ستبنى بنفس الطريقة؟ المدن حالياً تبنى على أساس أن هناك فيه خليط بين المشاة أو الناس والمركبات. المركبات راح يصبح دورها مو أقل، بس راح يصير عددها أقل أو في لها استخدام أفضل. حالياً، حسب الدراسات، متوسط الوقت الذي تكون فيه السيارة واقفة، 96% من الوقت، يعني السيارة تقريباً 96% من الوقت واقفة لا تستخدم. فهل فعلاً تحتاج سيارة؟ هل أنا أحتاج سيارة؟ إذا إذا المعدل هذا صحيح فمعناها كل عشرة أو كل عشرين شخص يحتاجون سيارة وحدة. بالتالي تصميم المدن كله سيتغير. وطبعاً هذا كذلك رؤية 2030 مواكبة لهذه التطورات. وشفنا كلنا سمو سيدي ولي العهد يوم طلع وأعلن عن مدينة ذا لاين (The Line) وكيف أن مدينة ذا لاين مصممة حول أن الإنسان هو محور المدينة، والخدمات هذه كلها ستكون في طرق أخرى لتقديمها بدون ما تكون وسط المدينة. المدينة تكون كلها متمحورة حول الإنسان. هذا طبعاً أنا أتوقع أنه حيصير توجه عالمي في حال صارت المركبات ذاتية القيادة واقع نعيشه، فهذا حيكون توجه عالمي حنشوفه يتكرر في عديد من الدول، والحمد لله المملكة العربية السعودية دائما سباقة لمواكبة التطورات، دائما في مصاف أفضل وأعلى الدول يعني في استخدام وتسخير التقنية هذه في خدمة الوطن والمواطن. طبعا المركبة ذاتية القيادة لها مزايا كثيرة إضافية ما حنتطرق لها بالتفاصيل بس ممكن نتكلم عن سلامة الطرق، بيئة أنظف، توفير للطاقة وما إلى ذلك. أخيراً آخر جزء ودي أتكلم عنه من التوجهات العالمية في قطاع النقل هو إنترنت الأشياء والمدن الذكية، بحيث أننا الحين نقدر أن نتخيل أن المدينة بتصير عبارة عن المدينة بشكل عام، حيصير كأن لها مخ أو لها عقل، تفكر، تشوف الشوارع، تراقب، توزع الضغط، وتنظم السير على حسب على حسب الوضع الحالي، وكل هذا طبعاً لتوفير أفضل تجربة للسائقين. Kurdi: [00:09:43] دكتور عمار، هل ممكن تشاركنا أحدث التطورات البحثية والتقنية التي قمتوا فيها في المركز لتطوير قطاع النقل العام في المملكة؟ Dr. Ammar: [00:09:58] من أهم المشاريع في المركز الوطني للتقنية في المملكة للخدمات اللوجستية والتي تخدم قطاع النقل، مشروع إشارات المرور الافتراضية، وكذلك مشروع الشاحنات ذاتية القيادة. عندنا مشاريع وجهود عديدة في مجالات في مجال التقنيات المستخدمة في المركبات ذاتية القيادة، مثل الليدار "تقنية كشف الضوء والتقييس" (Lidar) و أجهزة الترصد (Radar) والعمل على تطويرها. عندنا مشاريع في الطائرات بلا طيّار (Drones) وعندنا مشاريع في كثير من التقنيات التي تخدم قطاع النقل، لكن أكبر مشروعين على نطاق كبير أو واضح هي المشروعين اللي ذكرتها. Kurdi: [00:10:39] برأيك ما هي أبرز الأحداث أو التقنيات التي غيرت المفاهيم التقليدية المتعارف عليها في قطاع النقل؟ Dr. Ammar: [00:10:48] طيب خليني أجاوبك بشكل مختلف شوي. السبب الرئيسي طبعاً هو الحاجة. و زي ما يُعرف الحاجة أم الاختراع. الوضع الحالي عالمياً نتكلم عن تكدس سكاني ضخم لم يسبق له مثيل. حسب علمي، العالم ما قد وصل لعدد السكان اللي حنا وصلنا له ألحين أبداً. عندنا مدن مزدحمة، هواء ملوث، وأوقاتنا جزء كبير منها يضيع في الزحمات وانتظار، مشهد يومي متكرر في كل مكان. فالأكيد أن الوضع هذا يحتاج إلى نقلة ثورية للتصحيح. طبعاً لحد الآن ما اتضحت الصورة بالكامل ولا تصلح الوضع بالكامل، لكن بدأنا نتلمس ملامح التغيير في في قطاع المواصلات، طبعا بالطبع حتى يصبح التغيير هذا موجود، والأفكار حقتنا أو أحلامنا تصير ممكن أن نبدأ نشوفها واقع، احتجنا كذلك أن يكون فيه التطور التقني الذي صار في العالم في مجالات عدة مثل الاتصالات، والحوسبة فائقة الأداء، الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء وغيرها من مجالات التقنيات الحديثة، التي كلها ساهمت في أننا نحن الآن نقدر نقول ونفكر ونحلم بأنه ماذا لو استغنيت عن السيارة؟ ماذا لو الحين لما أطلع لمشوار الدوام، ما أسوق و أجلس وراء و أقعد اقرأ وأستغل الوقت هذا في القراءة، أو أكمل وقت نومي مثلاً، أو أن يعني ممكن أستخدم الوقت بأي شيء؟ يعني الوقت هذا يرجع لي أنا بدل ما هو يضيع في الرحلة نفسها، فهذا هو برأيي أهم أهم المشاريع التي ساهمت في التغيير في قطاع النقل. Kurdi: [00:12:55] جميل دكتور عمار، بحسب تقرير المركز المختص بآفاق التقنيات المستقبلية للمملكة العربية السعودية، أحد التقنيات التي ذكرها هي فكرة قطارات الطفو المغناطيسي (Maglev trains)، هل بإمكانك تشرحها أكثر؟ وكيف تختلف عن أنظمة النقل فائقة السرعة التي ذكرتها (Hyperloop)؟ Dr. Ammar: [00:13:20] فحسب علمي البسيط في هذا المجال تقريبا قطارات الطفو المغناطيسي (Maglev trains) وأنظمة النقل فائقة السرعة (Hyperloop) يستخدمون نفس التقنية التي هي تقنية المجال المغناطيسي في توليد الطاقة. الفرق الرئيسي بينهم أن أنظمة النقل فائقة السرعة (Hyperloop)يتكلم عن أن القطار يكون داخل أنبوبة ما هي مفرغة من الهواء، لكن فيها هواء منخفض الضغط، بالتالي يقلل من الاحتكاك، وبالتالي القطار نفسه ممكن يوصل إلى سرعات أعلى. الفرق أن قطارات الطفو المغناطيسي (Maglev trains) نفس التقنية تقريباً، لكن يكون مثل القطارات العادية على سكة، لا يلمس السكة هو مجال مغناطيسي، فهو يطفو فوق السكة، بس إنه في الهواء الطلق، لذلك هناك احتكاك أكبر. الفرق الثاني أن قطارات الطفو المغناطيسي (Maglev trains) بالفعل تمت تجربته في اليابان والصين، وأتوقع في الصين وصلت سرعتها إلى ستمائة كيلومتر في الساعة. قد تكون تكلفة قطارات الطفو المغناطيسي (Maglev trains) أقل من أنظمة النقل فائقة السرعة (Hyperloop)، لكن (Hyperloop) نظرياً يعد بأن السرعة تصل إلى ألف ومائتين كيلومتر في الساعة. أي نتكلم عن رحلة من الرياض إلى جدة بنصف ساعة أو أقل. لكن على حد علمي، وعلى حسب البحث الذي أجريته ولحد الآن لا يوجد تجارب على نطاق واسع على أنظمة النقل فائقة السرعة (Hyperloop). فيه تجارب بسيطة، ومثل ما ذكرت سابقاً أن الاتفاقية التي وقعوها مع حكومة المملكة، سيكون فيها أطول مسار تجريبي لأنظمة النقل فائقة السرعة (Hyperloop) في العالم. التقنيتين فيهم ميزة مرة ممتازة. طبعاً نقول فيهم شيء جيّد و شيء سيء، الشيء الجيّد أنهم إذا وضعت التقنيتين، الصيانة حقتهم ستكون أقل بكثير من صيانات القطارات التقليدية، لأن مافيه السكك التقليدية، ولا فيه الاحتكاك. الأشياء التي نحتاج نسويها في الصيانات الدورية للقطارات العادية و القطارات فائقة السرعة (Bullet trains) الموجودة حالياً. الشيء السيئ أن التقنيتين تحتاج بنية تحتية (Infrastructure)جديدة تماماً. يعني قطارات الطفو المغناطيسي (Maglev trains) ما ينفع يشتغل على السكك الموجودة حالياً. وأنظمة النقل فائقة السرعة (Hyperloop) أكيد ما ينفع لأنه يحتاج أنبوب على طول الطريق. Kurdi: [00:16:01] إيش التحديات التي في قطارات الطفو المغناطيسي (Maglev trains) التي لا تجعله خيار جيد للاستثمار فيه أو تطويره مقابل أنظمة النقل فائقة السرعة (Hyperloop). Dr. Ammar: [00:16:18] من وجهة نظري الاثنين عندهم تحديات زي ما ذكرت، أن التحديات انك تحتاج بنية تحتية جديدة مكلفة جداً. قطارات الطفو المغناطيسي (Maglev trains) قد تكون بنيته التحتية أرخص، لكن إذا أنت بتدفع وتدفع فادفع على الشيء الزين. إذا بتستثمر فأنظمة النقل فائقة السرعة (Hyperloop) هو الذي حالياً التقنية التي تعد بسرعات أعلى ونقلة فعلاً نوعية. يعني أتوقع أن قطارات الطفو المغناطيسي (Maglev trains) لو نتكلم بستمائة كيلو متر في الساعة، وأسرع قطار فائق السرعة (Bullet train) أتوقع أنه ثلاثمائة وخمسين إلى أربعمائة كيلومتر في الساعة. فترى التغيير بسيط جداً ما يستاهل الاستثمار. بدل أن تكون رحلة ثلاث ساعات صارت ساعتين. هل الساعة تستاهل أحط فيها مليارات وقد تصل إلى تريليونات عشان أوفر الساعة هذه. لكن عندما تتكلم عن أنظمة النقل فائقة السرعة (Hyperloop) نتكلم عن ثلاثة أضعاف السرعة الموجودة حالياً. يعني ثلاث ساعات ستنزل إلى ساعة ويمكن أقل. Kurdi: [00:17:16] طيب دكتور عمار ننتقل إلى محور آخر، ذكرت في إحدى النقاط عن أحد مشاريعكم، مشروع تقنية الإشارات الضوئية الافتراضية. ونعرف أن هذا المشروع بالشراكة مع جامعة كارنيجي ميلون (Carnegie Mellon University) حدثنا أكثر عن هذا المشروع. كيف ستساهم هذه التقنية في حل التحديات الحالية للمدن كالازدحام المروري مثلاً، وكيف تختلف هذه الإشارات الضوئية عن التقليدية التي نعرفها في الشارع؟ ما هي جاهزية التقنية لتبنيها وتطبيقها في أرجاء المملكة؟ Dr. Ammar: [00:17:55] مشروع إشارات المرور الافتراضية هو مشروع مبني على تقنية التواصل بين المركبات (V2V Communication). الفكرة من المشروع هو السيارات فيها يكون فيها عبارة عن شريحة، الشريحة هذه ترسل بشكل متواصل مثل فكرة الراديو بشكل متواصل السيارة طول ما هي تمشي ترسل إشارات بث (Broadcasting) للسيارات اللي حولها، فيها معلومات أساسية عن السيارة التي هي سرعتها وموقعها واتجاهها، وغيرها من المعلومات الأساسية عن السيارة. الفكرة طبعاً الأساسية وراء اختراع هذه التقنية هو أن السيارات تصبح بإمكانها التخاطب فيما بينها بدون حاجة السائق أ يتدخل في هذا التخاطب. والسيارات تتخاطب فيما بينها، وبالتالي بالإمكان بناء تطبيقات على هذا التواصل الذي يصير للحدّ من الحوادث وتجنب وقوعها بإذن الله. التقنية هذه تم اقتراحها وابتكارها كخط أمان ثالث في السيارات بعد حزام الأمان والوسائد الهوائية. Dr. Ammar: [00:19:11] حسب علمي وحسب آخر بحث سويته، في أمريكا عندهم تشريع سيدخل حيز التنفيذ في 2023، بأن أي سيارة جديدة تدخل السوق الأمريكي لازم يكون فيها التقنية هذي. يكون فيها نوع من أنواع التواصل بين المركبات. نفس الأمر موجود بالنسبة لأوروبا، الصين، اليابان، كوريا، أستراليا، وبالتالي، وبالتبعية، العالم كله سوف يصير في فترة ولكن المستقبل القريب جدا السيارات كلها اللي فيه فيها طريقة التواصل بين المركبات بطريقة أو بأخرى. طبعاً فيه أكثر من تقنية للتواصل بين المركبات موجودة عالمياً من ضمنها واحدة منهم هي تقنية الجيل الخامس (5G) بس الفكرة أن أغلب الحكومات في العالم صار عندها تشريعات لم تدخل حيز التطبيق، لكن ستدخل حيز التنفيذ قريباً. إن لازم السيارة أي سيارة جديدة تدخل في سوق هذه الدولة يكون فيها نوع من أنواع التواصل مع المركبات. مشروعنا الفكرة منه أن نستخدم هذه التقنية لخلق إشارة افتراضية في التقاطعات التي ليس فيها إشارة حقيقية في السيارات التي تكون متجهة للتقاطع هذا. كل سيارة ترسل إشارة فيها موقعها وسرعتها وتوجهها. وكذلك كل سيارة تستقبل رسائل السيارات القريبة من التقاطع وبالتالي السيارات بينهم بينهم وبين بعض يرتبون إشارة افتراضية الهدف منها الأول الحد أو منع الحوادث، لأن يصير فيه بينهم تنسيق ما في سيارة تدخل على الثانية. والهدف الثاني هو زيادة انسيابية التقاطع هذا بدلاً ما تصير زحمة وما تعرف الدور عند مين، السيارات هذه فيما بينها تخلق إشارات افتراضية تطلع لك في شاشة السيارة، بإنهم انت مثلاً عندك إشارة حمراء أو خضراء. Dr. Ammar: [00:21:23] منع الحوادث هذا هدف أساسي عندنا، والحفاظ على الأرواح هذا أهم الأهداف. وكذلك مثلاً زيادة نسبة انسيابية التقاطع. نتكلم مثلاً في دراسة أمريكية في 2019 تقول أن معدل الوقت الذي يقضيه الشخص يسوق سيارته تقريبا ثمانية عشر يوم في السنة. لو جمعت كل وقت سيارتك في السنة تقريباً ثمانية عشر يوم. لو تحسبها في ستين سنة تطلع تقريباً ثلاث سنين. ثلاث سنين من عمر الشخص تضيع خلف المقود خل نقول، يسوق السيارة. المشروع حقنا، يخفض وقت الرحلة على الأقل ثلاثين في المئة. نتكلم هنا عن تقريباً سنة كاملة قاعدين نرجعها للسائق أنه يقضيها بوقت بالشيء اللي يبيه بدل ما يقضيها عالق في الزحمة. طبعاً هذه كانت المرحلة الأولى للمشروع. المرحلة الثانية كانت فيه عندنا تجارب عملية مع مطارات الرياض. وتوسع كذلك نطاق المشروع، فما صارت بس الفكرة أنه إشارة افتراضية عند التقاطعات، صار عندنا نتكلم عن إشارات افتراضية ونتكلم عن مراقبة سلوك السائق. مراقبة إذا السائق مثلاً دخل منطقة محظورة، وأهم شيء كان بالنسبة للمطار أنه هو المنطقة التي تحيط بالطائرة. عندما تكون الطائرة على المدرج، في منطقة حولها مفروض أن لا يدخلها أحد أبداً، فكان هذا أهم شيء أن يكون هناك تنبيه للمركبات إذا هي دخلت في هذا المنطقة. والحمدلله كان عندنا تجارب ناجحة في مطار الرياض في بداية 2020 تقريباً. Kurdi: [00:23:16] هذه المركبات التي ذكرتها في المطار ذاتية القيادة أو مركبات عادية؟ Dr. Ammar: [00:23:23] لا هي مركبات عادية حقت المطار بس ركبنا فيها التطبيق حقنا، بالإضافة إلى الجهاز الذي هو شريحة التواصل بين المركبات. هذه بالنسبة للمطار. وأنت سألتني إذا بالإمكان تطبيق هذه التقنية، حالياً ممكن تطبيقها في نطاقات محددة، لأن التواصل بين المركبات ما صار واقع موجود. بالنسبة لنا، اضطرينا أن نشتري الشرائح هذه ونركبها في السيارات لأغراض البحث، ولأن دائماً نحن في المدينة نحب أن نكون مع التوجه العالمي، وحتى لو نقدر أن نبدأ بحثنا قبل لا يصير موجود على أرض الواقع. نكون سبّاقين، اشتغلنا وقطعنا شوطاً فيها. يعني حالياً ممكن أن تستخدم هذه التقنية لكن في نطاقات محددة، أو إذا كان في مثلاً حرم مغلق مثلاً زي جامعة، موانئ، مطار، لأن هنا نقدر نحن نسيطر على السيارات، نقدر أن نأخذ السيارات الموجودة في هذا المكان ونركب فيها الأجهزة ونركب فيها النظام. بس بمجرد ما تدخل الأنظمة العالمية تدخل حيز التنفيذ ويصير فعلاً كل سيارات في العالم موجود فيها بالفعل هذه التقنية، المشروع حقنا يصير بالإمكان تطبيقه على كل السيارات. Kurdi: [00:25:01] جميل جداً. طيب ننتقل دكتور عمار لمشروع آخر ذكرته عن الشاحنات ذاتية القيادة ومبدأ عسكرة المركبات (Vehicle/Truck Platooning). أخبرنا أكثر عن مراحل هذا المشروع، ما أبرز التحديات والعوائق والفرص الواعدة في هذا المشروع؟ Dr. Ammar: [00:25:27] مشروع الشاحنة ذاتية القيادة هو يعتمد على مبدأ عسكرة المركبات أو (Vehicle/Truck Platooning). الفكرة منها أن تكون الشاحنة التي في المقدمة يسوقها إنسان، وبعدها يصير في خلف هذه الشاحنة عدد من الشاحنات ذاتية القيادة تتبع الشاحنة الأولى. يعني تتبعها بنفس الحركات، نفس السرعة ونفس المسارات، إلى أن تصل إلى المنطقة التي المفروض تص لها. وهو مشروع بالتعاون مع جامعة بيركلي (Berkeley). ولله الحمد السنة الماضية انتهينا من المرحلة الأولى والتي هي القيادة الرأسية والعامودية. يعني صارت الشاحنات التي في الخلف تقدر تتبع الشاحنة في المقدمة من ناحية التسارع والتباطؤ. لكن ما فيها القيادة الجانبية، يعني ما تلف وراءها. المرحلة الثانية التي هي راح تكون القيادة الجانبية، حالياً نحن بصدد التحضير للمرحلة هذي. المشروع بيكون مفيد جداً خصوصاً عندنا في السعودية لأننا نحن نتكلم عن طبيعة جغرافية المملكة العربية السعودية. هي أرض كبيرة، مدن مترامية الأطراف عندنا خطوط سفر طويلة معبدة الحمد لله بطريقة ممتازة، يعني خطوط السفر عندنا تخدم المركبات ذاتية القيادة. تطبيق المركبات ذاتية القيادة على الخطوط السريعة وخطوط السفر أسهل بكثير من تطبيقها داخل المدن. فعندما نتكلم عن المركبة ذاتية القيادة على خطوط السفر هذا ممكن يكون واقع، يعني فترة قريبة جداً نتكلم قد يكون بالفعل موجود حالياً، لكن عندما نتكلم عن المركبات ذاتية القيادة داخل المدن، فالوضع فيه مشاة، وفيه سيارات ثانية، وفي زحمات، فيه مباني تحجب الرؤية على السيارة. هذه ما أشوف أنها ممكن تكون واقع قبل عشر سنوات على الأقل. فلذلك، مشروع المكان يعني فيه له جدول، يعني حنا نتكلم عن الحاجة موجودة، التقنية موجودة بالإمكان تطبيقها حالاً، لا نحتاج أن ننتظر عشر سنين قدام لكي تصير موجودة. هو بديل أرخص للقطارات في نقل البضائع. ما يحتاج استثمار كبير في البنية التحتية. القطارات أوكي. حلوة بس إنها تحتاج استثمارات كبيرة جداً في البنية التحتية. هنا تحتاج أن يكون عندك النظام هذا موجود، وخذ شاحنة وحط وراها أربع أو خمس شاحنات أو عشر شحنات. وتقريباً كأنك يعني خلقت قطار بدون سكة. فهذه هي الجدوى من المشروع. التحديات طبعاً أكبر تحدي كان توفر البيئة المناسبة للاختبار. يعني حنا سوينا اختبارات المرحلة الأولى في حرم المدينة في العيينة، مثلاً عندك شاحنتين، ما تقدر تطلع تختبرهم في الشارع، ما حقدر اخذ شاحنتين وأطلع ألعب فيهم بالشارع وسط الناس. لذلك كان دائما كل ما بغينا نسوي اختبار أو يعني نسوي تجارب، عادة تكون تحتاج ترتيبات كثيرة. Kurdi: [00:29:12] جميل جداً دكتور عمار، وهذا يأخذنا للمحور التالي، الذي نتكلم فيه عن المركبات ذاتية القيادة وعن مستويات التحكم الذاتي في المركبات. فممكن تحدثنا أكثر عن هذه المستويات. ما الفرق بينها؟ وكيف يستعد المركز لتقديم الجاهزية، خاصة أن هناك تحديات أخلاقية وتشريعية تخص هذه التقنية؟ Dr. Ammar: [00:29:39] بشكل مختصر، مستويات التحكم الذاتي هي خمسة، فلما نتكلم عن مستوى صفر الذي هو ما فيه أي تحكم ذاتي،كل التحكم يدوي (Manual) عادي يعني كل التحكم على المستخدم. المستوى الأول فيه بعض المساعدة من التحكم الذاتي، مثلاً زي لما نتكلم عن مثبت السرعة. هذا مستوى أول. المستوى الثاني يتكلم عن مساعدة جزئية، زي السيارات الحديثة بعضها مثلاً فيها النظام اللي إذا كنت في خط سريع والخط واقف تصير السيارة تهدّي وتسرع لوحدها. المستوى الثالث يضيف كذلك تحكم ذاتي أكثر فيصبح مثلاً شيء مشروط مثلاً لما نتكلم عن الوقوف لما السيارة توقّف من نفسها. هذا يكون في أكثر. يعني السيارة يكون فيها تحكم ذاتي أكثر، لكن ما زلت يجب أن تكون أنت موجود لتصدر القرار الأخير في حالة أن السيارة لم تتخذ قرار. المستوى الرابع هو يكون فيه مستوى (level) عالي من التحكم الذاتي زي مثلاً الحين السيارات الموجودة بالفعل مثلا السيارات التي تختبرها شركات التقنية الكبيرة غوغل أو غيرها. هذه سيارات ذاتية القيادة، لكن ما هي مستوى خامس لأن ما زلت أنت يجب أن يكون يدك على المقود ولازم أنت تتحكم فيها. في بعض القرارات توصل لها مثلاً تصل عند تقاطع وفيه زحمة و الرؤية غير واضحة، السيارة توقف وتقولك لا، أنت تختار وش بتسوي المستوى الخامس الذي هو نتكلم عن الذي نشوفه بالأفلام اللي هي سيارة تركب أنت وهي تسوق. Kurdi: [00:31:53] تحدد فيها التوجه وتستمتع بالرحلة. Dr. Ammar: [00:31:57] بالضبط. هذا هو المستوى الخامس. طبعاً هنا نتكلم عن الشق الثاني من السؤال الذي هو التحديات الأخلاقية ومدى جاهزية المدينة للتعامل معها. طبعاً نحن في مدينة الملك عبد العزيز، باحثين، يعني دورنا بحث وتطوير وابتكار. سنّ القوانين والأنظمة هي مهمة غالباًً خصوصاً في مجال المواصلات، هيئات النقل، ووزارة النقل والخدمات اللوجستية. وهم يعني الله يجزاهم خير شغالين الآن على أكثر من مجال وفي أكثر من توجه، زي ما قلت لك التوجهات العالمية والتغييرات اللي جاية كبيرة مرة في أشياء ما قد شفناها من قبل، يعني تقنيات حتصير ما قد شفناها من قبل، فيها تحديات كبيرة أخلاقية وقانونية، لكن الجماعة شغالين عليها والله يقويهم إن شاء الله. نحن في المدينة دورنا أنه إذا عملنا على مشروع أو على منتج دائماً يكون متوافق مع القوانين والأنظمة المحلية والعالمية، بس كمان أرجع أعيد إن معاهد البحوث ومراكز الأبحاث الوطنية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية هي جهات بحثية وليست تشغيلية، فنحن بالنهاية دورنا في التحديات الأخلاقية والتشريعية ما يتعدى عن تقديم الاستشارات للجهات ذات العلاقة، ولله الحمد لنا تواجد وتمثيل في أغلب برامج الرؤية وفي أغلب الإستراتيجيات لنا تمثيل فيها أو نقوم بدورنا بأننا نقدم الاستشارات ونقدم كل ما نملك من علم وخبرة في خدمة هذا الوطن المعطاء. Kurdi: [00:34:02] بإذن الله، يعطيك العافية دكتور عمار، نشكرك لقبول دعوتنا ومشاركتنا هذا الزخم من المعلومات، وإن شاء الله المستمعين يستفيدون من هذه المعلومات، ونشهد مستقبل واعد للنقل للإنسان وللمملكة بإذن الله. Dr. Ammar: [00:34:23] الله يعافيك يا أخي عبدالله وأنا سعيد باستضافتكم لي
جميع الحلقات اضغط هنا
Do you want to stay up to speed about our next seasons? subscribe to our mailing list!