أسس المصمم والمعلم اللبنانيّ باسكال زغبي الخط الرقمي 29LT في عام 2013م لاستكشاف تنوع وإمكانات النص العربي. وقد استوحى زغبي التصورالخاص بـ 29LT من المقاربة القائمة على تعدد الثقافات. وبعد أن ترعرعَ ودرس وعمل في بيئةٍ متعددة الثقافات وثنائية اللغة إلى حد كبير، قام باحتضان التعددية اللغوية. ومن خلال تشعبه في أكثر من لغة، أصبح يتفاعل مع أكثر من لغة واحدة خلال حياته اليومية وطور من خلال ذلك قدرةً استثنائية على التفكير بشكل شمولي لغوياً وعكس أنظمة الكتابة الفنية والتقليدية والثقافية المختلفة في أعماله. وبالتالي، برع في إنشاء أواصر نصية متعددة ومعاصرة وعالية الجودة، تتمتع كل واحدة منها بمقاربة تصميمية فريدة وتستجيب لاحتياجات السوق الإقليمية والعالمية. ووفاءً منه تجاه ثقافته، عمل على تحويل النص العربي التقليدي لطرق طباعية معاصرة.
ونظرًا لكونه دائم البحث عن الأفكار الجديدة والحرص على الانسجام ما بين النصوص، استكشف باسكال أدوات وتقنيات مختلفة ويتعاون مع فرق تصميم احترافية ومتخصصة في نصوص محددة لإنشاء خطوط طباعية متعددة النصوص. فهو ليس منخرطًا في ممارسة التصميم وطباعة الحروف العربية فحسب، بل إنه يساهم في هذا المجال بصفته معلّمًا، فبين عامي 2007م -2017م، درّس في عدة مدارس تصميم في لبنان (الجامعة الأمريكية في بيروت، والجامعة اللبنانية الأمريكية، وجامعة نوتردام) وفي الإمارات العربية المتحدة (الجامعة الأمريكية في الشارقة). وإلى جانب قيامه بإلقاء المحاضرات، يشارك الزغبي في مجموعة من فعاليات التصميم حول العالم ويقدم تدريبات وورش عمل حول الطباعة العربية في مختلف الجامعات والمؤتمرات والوكالات.
وقد اكتسب الزغبي شهرةً عالمية بسبب أعماله وحظي بعدة جوائز وأوسمة مرموقة بما فيها جائزة TDC للتميز التيبوغرافي وجرانشات وAIGA وتم ترشيحه لجائزة جميل في دورتها الثالثة. وتتميز أعماله بمجموعة مذهلة من الخطوط العربية المعاصرة ومتعددة اللغات، كما قام بالمشاركة في تأليف وتحرير كتاب "غرافيتي عربية" والذي تم نشره عام 2010م.
بدأ الزغبي رحلته الأكاديمية في جامعة نوتردام في لبنان، حيث ازداد اهتمامه بالطباعة العربية. ثم قام بعدها بتطوير مهاراته التصميمية في الأكاديمية الملكية للفنون (KABK) في هولندا، حيث حصل على درجة الماجستير في التصميم والطباعة والوسائط. وفي عام 2018م، انتقل إلى مدريد حيث يقيم الآن. ومنذ ذلك الحين، ازداد اهتمامه بعدد كبير من الموضوعات التاريخية والموضوعات الثقافية والإسبانية، وخاصة تلك الموضوعات التي تستعرض اندماج الثقافتين العربية والإسبانية معًا. وتوسع 29LT بشكل أكبر وانتقل من دعم اللغة العربية فقط إلى النصوص اللاتينية ومن ثم إلى نهج عالمي متعدد النصوص.