أبواب المركز مغلقة حتى الساعة 04:00 م
في عالم تسوده غزارة الإنتاج، تظل الحِرف اليدوية شاهدًا على روعة الفن الأصيل وتفرده وإخلاصه. إتقان الحرفة ليس أمرًا يسيرًا، بل هو ثمرة رحلة طويلة من التعلم المتواصل ونقل المهارات عبر الأجيال. كل قطعة تُصنع يدويًا تحوي بين طياتها حكاية، وتشكل رابطًا بين صانعها ومستخدمها، لتعبّر عن الجهد والشغف ومسيرة الإبداع المستمرة. في معرض "في مديح الحِرفي"، يحتفي مركز إثراء بالحرفيين عبر العصور، مسلطاً الضوء على الحِرف الإسلامية باعتبارها "تقاليد حيّة" تستمر في إلهامنا وإضفاء القيمة في عالمنا المعاصر.
يجمع المعرض بين أعمال معاصرة كُلِّف بها حرفيين بارعين وقطعٍ تاريخية من مجموعة آلصباح في دار الآثار الإسلامية، ومتحف طارق رجب في الكويت، إلى جانب مقتنيات مركز إثراء. يبرز المعرض تطوّر الحِرف الإسلامية، مسلطاً الضوء على المراكز الحرفية الشهيرة مثل مكة المكرمة، ودلهي، وإسطنبول، والقاهرة، وترينجانو، وسمرقند، وفاس، وغرناطة. كما يقدم لمحات عن حياة وتقنيات الحرفيين المعاصرين من خلال مقاطع مرئية أعدها الفنانون بأنفسهم.
يتضمن المعرض مختلف المقتنيات الفريدة كألواح "الجالي" الرخامية المنحوتة يدوياً، (والتي تعد الأكبر منذ عهد تاج محل)، ونسيجاً نادراً من كسوة الكعبة يعود للقرن التاسع عشر، وتصميماً خشبياً داخلياً من دمشق يعود للقرن الثامن عشر، بالإضافة إلى مجموعة من السجاد الشهير من حول العالم الإسلامي، ومشربية تقليدية، وجرّة قصر الحمراء.
منذ القرن السابع الميلادي في القدس ودمشق، كانت الحِرف اليدوية تتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع الإسلامي. وقد انتشرت من الشرق إلى الغرب، مستوحاة من ثقافات متنوعة، لكنها بقيت محافظة على جوهرها وفلسفتها. اليوم، تُعتبر الحِرف التقليدية إحدى أعظم إنجازات الفن الإسلامي وواحدة من أبرز التحف الفنية على مستوى العالم.
يحرص الحرفيون المهرة على استخدام أجود المواد وتقنيات دقيقة لابتكار قطع فريدة تمزج بين الجمال والاستدامة، مما يسهم في صون التراث الثقافي وتعزيز الاقتصادات المحلية.
سيُقام معرض "في مديح الحِرفي" في قاعة العرض رقم 3 بمركز إثراء، وذلك ابتداءً من نوفمبر 2024 حتى ديسمبر 2027